تمثل التصنيفات العالمية للجامعات فى الوقت الحاضر أهمية كبرى حيث أثرت في سياسات التعليم العالي من خلال اتخاذ القرارات في شأن نماذج التعليم والبحث العلمي في الجامعات، وتحفيز الجامعات على التقدم من أجل المشاركة في برامج تدويل التعليم التي تقدمها الحكومات والمؤسسات الدولية.
وفى هذا الصدد فإن جامعة المنصورة بلغت مرتبة متقدمة في عام 2019 و طليعة عام 2020 في أهم التصنيفات العالمية للجامعات نتيجة اتباع عدد من السياسات التعليمية بهدف التطوير والتركيز على زيادة تنافسية خريجيها وإدخال نظم تعليمية بمعايير دولية، إلى جانب العمل على تنمية البحث العلمي وزيادة نشر البحوث العلمية باسم الجامعة في الدوريات العلمية المصنفة دولياً وبمعايير عالمية وذلك لتحقيق رؤية مصر 2030 فى مجالات البحث المختلفة.
وكما أن التصنيفات الدولية باتت محط تنافس بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالى فى العالم منذ انطلاق موجة التصنيفات الدولية للجامعات مع التصنيف الأكاديمي العالمي الأشهر والمعروف باسم تصنيف "شنغهاي" في عام 2003 و الذى يصدر عن جامعة شنغهاى جياو تونج الصينية والذي انطلق بالأساس لتحديد مكانة الجامعات الصينية على الصعيد الدولي بعد إطلاق مبادرة حكومية لإنشاء جامعات بمستوى عالمي، ثم تبعه تصنيف"QS" الإنجليزي متبوعاً بتصنيف "التايمز" خلال وقت قصير، وظهرت قوائم تصنيفات أخرى لتقديم أفضل الجامعات على المستوى الدولي.
ومن ثم فإن التصنيفات العالمية للجامعات قد أثرت في سياسات التعليم العالي من خلال اتخاذ القرارات في شأن نماذج التعليم والبحث العلمي المقدمة في الجامعات علماً أن التصنيفات الدولية للجامعات تبني قوائمها بطريقة متشابهة، إلى حد ما اعتماداً على تحديد الأبعاد الواسعة للجودة، مثل البحوث والتدريس، ومن ثم وضع مؤشرات للقياس بحسب أهداف التصنيف، مع وضع وزن لكل بعد من أبعاد الجودة بحسب أهميته للتصنيف.
وقد ادركت جامعة المنصورة ذلك وعملت على زيادة قدراتها لمواكبة التوجهات نحو التواجد في التصنيفات الدولية حيث إن معظم التقارير في مجال التصنيفات الدولية للجامعات تشير إلى أن ترتيب الجامعة يؤثرعلى الشراكة الدولية في مجالي التعليم والبحث العلمي، لأن معرفة معلومات مفصلة ودقيقة عن الجامعة بغرض الشراكة، قد لا تتوفر بما فيه الكفاية إلا عن طريق التصنيفات الدولية.
وقد اخذت جامعة المنصورة على عاتقها أن وجود شريك في مرتبة متقدمة في التصنيفات الدولية يمكن أن يستغل أيضا لأغراض السمعة المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما حظيت به جامعة المنصورة من خلال بناء شراكات وبروتوكولات وتحالفات مع جامعات عالمية مرموقة ذات تصنيف مرتفع فى شتى الدول المختلفة، وذلك ايضاً متمشياً مع سعيها الحثيث نحو مفهوم تدويل الجامعة.